بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أميـرٌ من زمن الحرب ( بخروش بن علاس الزهراني )تابع
هواويات :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
أميـرٌ من زمن الحرب ( بخروش بن علاس الزهراني )تابع
( الفــارس ) |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ( الفــارس ) |
البحث عن المشاركات التي كتبها ( الفــارس ) |
إضافة ( الفــارس ) إلى الإتصالات الخاصة بك |
15-02-2007, 08:24 PM | #4 |
( الفــارس ) vbmenu_register("postmenu_13987", true); [المشرف العام على موقع الجعفر] مشاركات الشكر: 0 تم شكره 4 مرة في مشاركة واحدة | 3- معركة ناصرة بلحارث [center] في أواخر شهر شوال من عام 1229هـ نما إلى سمع الأمير بخروش بن علاس تقدم فرقةٍ كبيرة من الجيش العثماني إلى ناصرة بلحارث , حيث قامت تلك الفرقة العثمانية ببناء الثكنات العسكرية , وجعلت من بلدة الناصرة ببلحارث حصنا منيعاً ومركزاً عسكرياً تستطيع من خلاله القوات العثمانية الهجوم على بلاد زهران وغامد و العسييريين في أي وقتٍ شاءت , بل والأهم من ذلك أن القوات العثمانية أصبح بمقدورها الانسحاب والرجوع إلى ذلك الحصن المنيع بدلاً من الانسحاب إلى بلدة الطائف البعيدة بعض الشيء . عند ذلك أحس بخروش بن علاس بالخطر من وجود ذلك الحصن العسكري , فقام بجمع ألوية مقاتلي قبيلة زهران وغامد ونظّم صفوفهم الشعبية , استعداداً للرحيل بهم إلى بلدة الناصرة . وهناك بالقرب من حصن الناصرة ببلحارث قام بخروش بتوزيع مقاتليه إلى عدّة فُرق , حيث كان الهدف من ذلك التوزيع المنظم القضاء على مكامن قوة الحامية التركية . خصوصاً وأن بخروش قد أدرك بحنكته الحربية المعروفة أن أفضل طريقةٍ للقتال هي طريقة الهجوم السريع والمباغت , بعد أن أخبر مقاتليه .. بأن حرب الاستنزاف وتبادل النيران لا تخدم وجودهم المكشوف خارج أسوار حصن الناصرة . وفي ساعة الصفر المحددة تقدم بخروش بن علاس بمقاتليه في تنظيمٍ حربي دقيق إلى أسوار الحصن التركي , حيث انقسم جيش بخروش البسيط إلى عددٍ من الفرق المعدة مسبقاً , وذلك من أجل زيادة عنصر المباغتة , ومن أجل إحداث ثغرات كبيرة في خطوط الدفاع الأولى , وأيضاً لتسهيل عمل بعض الفرق الصغيرة التي كانت خطة عملها محددةً بمحاولة تجاوز الأسوار وجذب الأتراك إلى الانشغال بساحات الحصن الداخلية للقيام بعملية " تطهير الساحات من العنصر الدخيل " .. كانت خطة بخروش بن علاس الحربية محكمةً لدرجة أن الحصن التركي سقط سريعاً في أيدي مقاتلي غامد و زهران , واستطاع بخروش بمن معه من المقاتلين القضاء على فلول الحامية العثمانية المختبئة داخل جنبات الحصن , بعد أن تم احراق وتهديم أجزاءٍ كبيرة من الحصن .. وللتاريخ فهذه هي المرة الثالثة التي يتمكن فيها بخروش بن علاس الزهراني من هزيمة العثمانيين , خصوصاً وأنه تمكن أيضاً من الاستيلاء على جميع ممتلكات الحامية التركية من البنادق والذخائر والخيول بل وحتى البزّات العسكرية . نستعرض قريباً ( بخروش بن علاس يُهدي إلى القوات العثمانية فزع الموت ) |
vbrep_register("13987") | |
( الفــارس ) |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ( الفــارس ) |
البحث عن المشاركات التي كتبها ( الفــارس ) |
إضافة ( الفــارس ) إلى الإتصالات الخاصة بك |
[/center]
15-02-2007, 08:25 PM | #5 |
( الفــارس ) vbmenu_register("postmenu_13988", true); [المشرف العام على موقع الجعفر] مشاركات الشكر: 0 تم شكره 4 مرة في مشاركة واحدة | بسم الله الرحمن الرحيم بعد التوقف الطارىء نبدأ من جديد في إكمال شرح سيرة المجاهد الشيخ بخروش بن علاس الزهراني .. 4- فزع الموت بعد الهجوم المباغت والسريع لبخروش بن علاس على الحامية التركية المتواجدة ببلدة ناصرة بلحارث , بدأ محمد علي باشا محبطاً وحانقاً على بخروش , خصوصاً وأن ذلك الثائر الجنوبي " وللمرة الثالثة " قد أدب القوات العثمانية وأذاقها ويلات الحروب في معارك لم تفصل بينها سوى بضعة أسابيعٍ قليلة . لذلك كله تقدم عابدين بك بطلبٍ إلى محمد علي باشا يسأله فيه عن إمكانية السماح له بمهاجمة بخروش بن علاس وقبائله مرةً أخرى , وإذا كنتم تذكرون أيها القراء الكرام فـ " عابدين بك " هو القائد العثماني المنهزم في معركة الأطاولة , وهو بذلك الطلب الانتحاري يطلب رضا محمد علي باشا في المقام العام , إضافةً إلى أن الرجل يبحث عن الانتقام والثأر الشخصي لهزيمته السابقة .. وأمام ذلك الطلب الكريم من عابدين بك لم يكن لمحمد علي باشا بُداً من الموافقة الفورية على الهجوم , بل أمر محمد علي باشا قائده عابدين بك أن يختار لجيشه أفضل الجنود العثمانيين , وأن لا يبخل على جيشه بأفضل أنواع الذخائر والخيول , وأن يعمل على وضع خطة حربية متقنة للقضاء على بخروش. وأمام تلك التسهيلات الحربية فَضّلَ عابدين بك اختيار جند جيشه من فئة الجند الأرناؤوطية وهم كما أسلفت سابقاً يُعدون من أخطر فئات الجيش العثماني لقوة تسليحهم , ولخبرتهم الطويلة في حروب البلقان ومقدونيا .. إضافةً إلى أن هؤلاء الجنود الذين تم الاستعانة بهم هذه المرة يسمّون في عُرف مقاتلي أوربا بمقاتلي الجبال حيث هم الأفضل والأقوى بين محاربي أوروبا . وفي شهر ذو القعدة من عام 1229هـ سار عابدين بك بجيشه المكوّن من خمسة آلاف مقاتل أرناؤوطي إلى بلاد زهران , حيث استطاع الجيش الأرناؤوطي احتلال مناطقٍ صغيرة في الطرف الشمالي لقبيلة زهران , وقام عابدين بك بإحراق مسافة أربعين ميلاً من الأرض الخضراء , وذلك من أجل تكوين صحراء صناعية بين قواته وقوات بخروش بن علاس لمنع الهجمات اليومية ولإقناع مقاتلي زهران بأن لا فائدة من المقاومة . لكن ما الذي حدث لبخروش بن علاس ؟ كان بخروش يعلم تمام الثقة بحنكته الحربية أن لا طاقة له ولا لمقاتليه في مقاومة الجيش العثماني وجهاً لوجه , وما ذلك إلا للفرق الشاسع بين تسليح الفريقين , فعمد إلى الخطة القائلة ( تظاهر بالهزيمة , وأقنع خصمك بالنصر ) . وفي صبيحة يومٍ بارد من أيام شهر ذي القعدة كان الجند الأرناؤوطي يغط في نومٍ عميق , بينما بخروش ومقاتليه يجدّون السير ليلاً لمفاجئة القوات الأوربية في " قِرّة " الصباح الأولى .. حيث تسلل بخروش بن علاس ومقاتليه في خفاءٍ إلى وسط المعسكر العثماني , وفجأةً وقبل أن تطلق المزامير الحربية أصواتها المكلومة , بدأ بخروش ورفاقه في تدمير كل شيء .. يُخبر الكاتب جيرالد دو غوري عن تلك المفاجأة الدموية قائلاً ( هرب كل الجنود إلى خيولهم ) .. ( ولحق بهم بخروش لمدة يومين ) .. ثم أضاف قائلاً ( وهكذا فإن الأتراك قد أضاعوا كل خيامهم مرةً أخرى , وكل معداتهم الحربية الثقيلة , وحوائجهم الشخصية وتموينهم ) ثم أخبر عن عدد القتلى من الجند الأرناؤوطي العثماني فقال ( وقتل في هذه الواقعة ثمانمائة جندي تركي من المشاة وثمانيين فارساً ) .. أما عن عدد القتلى من صفوف قبيلة زهران فقال ( ستين من الوهابيين ) .. ثم أخبر جيرالد دو غوري عن حالة الجيش العثماني بعد هروبه إلى مدينة الطائف قائلاً ( كان الجيش يرتجف من الخوف بين أسوار المدينة ) . نستعرض قريباً ( بداية النهاية ) . |
vbrep_register("13988") | |
( الفــارس ) |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ( الفــارس ) |
البحث عن المشاركات التي كتبها ( الفــارس ) |
إضافة ( الفــارس ) إلى الإتصالات الخاصة بك |
15-02-2007, 08:25 PM | #6 |
( الفــارس ) vbmenu_register("postmenu_13989", true); [المشرف العام على موقع الجعفر] مشاركات الشكر: 0 تم شكره 4 مرة في مشاركة واحدة | 5- بداية النهاية [center] بعد تلك الهزائم المفجعة لجنود محمد علي باشا والي دولة بني عثمان بمصر , بدأ محمد علي باشا بالتفكير جدياً في قيادة القوات العثمانية بنفسه لإنهاء تلك البطولات التاريخية للمجاهدين الشجعان من أبناء الجنوب , وللقضاء كُلياً ونهائياً على الدولة السعودية الأولى . ولأجل ذلك كله وبعد الهزيمة النكراء التي حظي بها عابدين بك بدأ محمد علي باشا في حشد الدعم حينما استقدم الفرسان الليبيين البدو مع خيولهم وجمالهم المتدربة على أشد المصاعب , واشترى محمد علي باشا من قوافل حجيج الشام ثلاثة آلاف جمل , بالإضافة إلى أن حجيج محمد علي باشا القادم من مصر قد أحضر بصحبته ألفان وخمسمائة جمل بالإضافة إلى ألف فارس , واستطاع طوسون ابن محمد علي باشا شراء ألف جمل من قوافل حجيجٍ أخرى . لم تكن تلك التجهيزات التي بدأ محمد علي باشا في جمعها هي الوحيدة , فهو الى جانب ذلك لديه آلاف الجمال والخيول وعشرات الآلاف من الجنود المنتشرين في المدينة و مكة وجدة والطائف بالإضافة إلى قبيلة عتيبة في الجنوب . كان الإمام فيصل بن سعود على الجانب الآخر قد بدأ في تجهيز حُلفائه للمعركة الأهم , فأرسل إلى حلفاء الجنوب وعلى رأسهم طامي بن شعيب العسيري و بخروش بن علاس الزهراني ومحمد بن دهمان الشهري وأمير بيشة و قحطان فتوافد القوم للقاء في المنطقة المعروفة اليوم بـ " غزايل " على طريق الطائف في أول محرم عام 1230هـ . وفي اليوم الموافق 27 محرم عام 1230هـ أمر محمد علي باشا كل جنوده وكل خيله وجماله التي جمعها , بالإضافة إلى جميع قواده في الطائف حسن باشا وعابدين بك ومحمود بك وأحمد بونابرت وطوبور أوغلو والشريف راجح بالتقدم إلى منطقة ( بسل ) بالقرب من الطائف . وتحرك الإمام فيصل بن سعود على رأس خمسة وعشرين ألف مقاتل , وخمسة الآلاف جمل , وأمرّ على كل قبيلة من القبائل المشاركة شيخها وأميرها الذي تُدين له بالحكم . وفي اليوم الأول من المعركة الشرسة بدأ القتال الدموي من جانب قوات الإمام فيصل بن سعود وذلك من أجل إضعاف الجانب العثماني , حيث تمكن الجيش السعودي من إرغام الجند العثماني على التراجع والتقهقر , وما هي إلا جولاتٌ قلائل حتى سيطر السعوديون على أرض المعركة , بعد أن تمكنوا من قتل عددٍ كبير من القوات التركية المصرية ( يُقدّر بخمسائة جندي عثماني ) . وفي اليوم الثاني 28 محرم عام 1230هـ حضر محمد علي باشا بنفسه إلى ساحة المعركة , وأعاد ترتيب صفوف مقاتليه , و فكر طويلاً في خطة حربية محكمة لمحاولة استدراج القوات السعودية للنزول عن المرتفعات الجبلية , فقام بتوجيه أوامره إلى جنوده بالانسحاب والتراجع , ليس للهرب بل من أجل التمويه والخداع , وعندما رأى بخروش بن علاس انسحاب القوات العثمانية تقدم سريعاً بشجاعته المعروفة إلى سهل بسل تاركاً تحصينه الجبلي , وذلك من أجل إثخان الطعن والقتل في قوات محمد علي باشا . وما هي إلا سويعات من نهار حتى أمر محمد علي باشا جنوده بالتقدم , ونصب المدافع مرةً أخرى لضرب القوات السعودية التي كانت في مرمى نيران المدفعية خصوصاً وأنها في سهلٍ منبسط , وعمد محمد علي باشا إلى الضغط بكل ما أوتي من عتاد الحرب على قوات بخروش بن علاس الزهراني الذي قـُتل فرسه في ميدان المعركة , فخاطر بنفسه حتى تمكن من الوصول إلى أحد الجنود العثمانيين فقتله وأمتطى فرسه بعد أن تمكن من قتل ضابطين من ضباط جيش محمد علي باشا . وهناك في وادي بسل ذاقت القوات السعودية مرارة الهزيمة على يد محمد علي باشا , وتفرقت جموعهم , بعد أن عَقَلَ مئات الأبطال الجنوبيين أقدامهم لمواجهة الجيش العثماني تحت رحمة المدافع وسنابك الخيول , أما المتبقين منهم فقد أخذوا كأسرى حرب , ليُمثل بهم محمد علي باشا عندما أعدم خمسين شجاعاً منهم بالخازوق على أبواب مكة وجدة احتفالاً بالنصر . نقرأ قريباً ( نهاية بطل ) |
vbrep_register("13989") | |
( الفــارس ) |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى ( الفــارس ) |
البحث عن المشاركات التي كتبها ( الفــارس ) |
إضافة ( الفــارس ) إلى الإتصالات الخاصة بك |
[/center]
15-02-2007, 08:26 PM | #7 |
( الفــارس ) vbmenu_register("postmenu_13991", true); [المشرف العام على موقع الجعفر] مشاركات الشكر: 0 تم شكره 4 مرة في مشاركة واحدة | 6- نهاية بطل بعد هزيمة القوات السعودية في معركة بسل , بدأ محمد علي باشا في تجهيز العدة للقضاء على فلول المقاومة الشعبية في جنوب الجزيرة العربية , حيث تمكن من الاستيلاء على بلدة تربة , وواصل الزحف إلى بلدة بيشه فأطاعه أهلها , ومنها إلى بلدة تباله وبقية البلدان الأخرى كـ "رنيه " وشهران و زهران وغامد وانتهاءً بعسير كآخر معقلٍ من معاقل مناصري الدولة السعودية الأولى . في يوم التاسع من ربيع الثاني من عام 1230هـ , أرسل محمد علي باشا حملتين للقضاء على بخروش بن علاس , الأولى : كانت من بلدة رنيه , وهدفها مباغتة بخروش بن علاس وقومه من الشرق حيث الأرض المنبسطة , والحملة الثانية : بقيادة محو بك , وهدفها مباغتة بخروش وقومه عن طريق النزول من الجبال , وعمل ما يُسمى في العُرف العسكري بـ( كماشة الهجوم ) . أما عن الجانب الآخر فقد قام بخروش بن علاس بتحصين مواقعه الدفاعية في قرية العدية بقريش الحسن من أجل ذلك اللقاء الأخير , و قام أيضاً بعمل بعض التشكيلات الدفاعية بين أبناء قومه الذين انقسموا إلى عددٍ من المجموعات , منها بعض المجموعات التي كان عملها تبادل إطلاق النيران من داخل الحصون والأبراج , والبعض الآخر كان عمله التسلل ليلاً في مجموعاتٍ صغيرة للقيام ببعض الغزوات الصغير عملاً بمبدأ الكر والفر . كانت تلك المعركة الأخيرة شرسةً لدرجة أنها استمرت ست ليالي دون توقف , غير أن أمراً جديداً قد حصل في موازين القوى الحربية لقوات محو بك , فقد تمكن ذلك القائد من نصب المدافع الحربية على الجبال المطلة على قلعة بخروش , وتحت القصف المدفعي و انفجارات براميل البارود استطاع محو بك اقتحام القلعة , بعد أن دمر بعض أجزاءها الخارجية, وحينها تمكن العثمانيون من قتل عددٍ كبير من أبناء قبيلة زهران , واستطاعوا أسر عددٍ آخر لا يستهان به . هنا نتوقف لنقول : أثناء تلك الحرب وبعدها حدثت خيانةٌ كبرى , تعددت فيها الأقوال والأهواء , ولكن يبقى السؤال التاريخي الغامض و المهم : كيف قُبض على بخروش بن علاس ؟ و ممن كانت الخيانة ... ؟ أيها القراء الكرام .. لإجابة هذا السؤال التاريخي نطرح لكم الآراء والأقوال التي ذهب إليها أرباب التاريخ : القول الأول : أنه وأثناء القصف المدفعي و انفجارات براميل البارود حدثت الخيانة الكبرى , عندما فضل عددٌ قليل من مقاتلي بخروش طلب النجاة وطلب الدنيا , فقاموا بالاتصال سراً بمحو بك طلباً للعفو والنجاة , فطلب منهم فتح أبواب القلعة والقبض على بخروش وتسليمه إليه . ودليل ذلك القول هي الرسالة الشهيرة التي بعث بها محمد علي باشا إلى الوالي العثماني في اسطنبول : الرسالة بتاريخ 21 ربيع الثاني عام 1230هـ ( استمر زحفنا على ديار بخروش رئيس قبيلة زهران , وكان أميرهم في القلعة مع بضعة آلاف من رجاله , حيث بدوا وكأنهم حشرات , وحاصرنا القلعة لمدة أسبوع ثم قمنا ببعض التفجيرات . وعندما كنّا على وشك مهاجمته في قلعته جاء إلينا رجاله يطلبون السلم . فمنحناهم العفو والسلم على شرط أن يقبضوا على بخروش ويحضروه لنا ) . القول الثاني : بعد طول الحصار , وبعد تمكن القوات العثمانية من اقتحام القلعة , استطاع بخروش بن علاس النجاة مع عددٍ قليل من مقاتليه , حيث تمكن بخروش من السير إلى أرض زهران الغربية , وقام بالتخفي عدة أيام متنقلاً بين قبائل شعف زهران , ومن هناك حاول بخروش بن علاس القيام بتجهيز قواته مرةً أخرى لمواصلة المقاومة والثورة . غير أن محو بك وبعد دخوله القلعة تمكن من أسر عددٍ لا يستهان به من مقاتلي زهران , وخصوصاً من قوم بخروش بن علاس ( قبيلة قريش ) , حيث قام محو بك بإرسال أولئك الأسرى إلى محمد علي باشا في قاعدته ببلدة القوز " قوز بلعير " , وهناك من بلدة القوز أرسل محمد علي باشا رسالته المُتفق على صحتها شعبياً إلى بخروش بن علاس , وفيها يُخيّرهُ بين افتداء الأسرى من أبناء قومه وذلك بمبايعة محمد علي باشا , أو ترحيل أولئك الأسرى إلى الأستانة العثمانية بمصر . وأمام تلك الخيارات الصعبة فضل المجاهد الشيخ بخروش بن علاس الزهراني افتداء الأسرى من أبناء قومه بمبايعة محمد علي باشا, حيث سار بخروش بن علاس بنفسه إلى قاعدة محمد علي باشا في بلدة القوز , غير أن طبع الخيانة والغدر لدى محمد علي باشا جعله ينكث بوعده عندما قرر القبض على بخروش بن علاس وإرساله بمرافقة الأسرى إلى مصر . الرأي في القولين .. وهذا الرأي لا يتعدى كونه رأياً شخصياً للعبد الفقير إلى الله عبدالله الجابري , ولا ألزم به أحداً , ولا أتمنى الدفاع عنه بأي حال من الأحوال . أرى القول الثاني أقرب إلى الحقيقة , فـ"محمد علي باشا" ذلك الرجل الألباني لا أستغرب منه الخيانة , فقد روت كثيرٌ من كُتب التاريخ خبر المعاهدة التي كانت بينه وبين الشريف غالب , تلك المعاهدة التي حلف على إمضائها محمد علي باشا على كتاب الله المقدس بين جنبات الحرم الشريف بمكة المكرمة وأمام حشدٍ غفير من معتمري البيت وزواره . لكنّ هو طبع الخيانة التي دفعت بمحمد علي باشا إلى نقض ذلك العهد قبل مضيء شهرٍ على بدءه , عندما أرسل ابنه طوسون إلى منزل الشريف غالب للقبض عليه غدراً , بعد منتصف الليل . أما عن أمر تلك الرسالة التي بعث بها محمد علي باشا إلى السلطان العثماني , فيجب علينا ألا نؤمن بكل شيء , ويعجبني في هذا السياق قول أستاذ الوثائق التاريخية السيد أحمد مرسي عباس عندما قال ( هل الوثائق التي خلفها صُناع الأحداث التاريخية تعتبر أوثق المصادر للتاريخ , أم أن الكتابات التي حرروها معاصرو الأحداث التاريخية عمّا شاهدوه ولمسوه بل وأقول وعانوه أكثر صدقاً وأمانة من الوثائق التاريخية .. فمثلاً إذا كانت الوثائق تقول أن حاكماً من الحكام أصدر مرسوماً بتخفيض أعباء الضرائب عن رعيته , وسجل الكُتّاب المعاصرون خلاف ذلك – فهل يأخذ كاتب التاريخ وثيقة الحاكم أي المرسوم الذي أصدره بتخفيف الضرائب ويصدق أن الحاكم كان رحيماً برعيته – أم أنه يأخذ كتابة الشاهد الذي عانى بنفسه من تطبيق المرسوم ؟ لاشك أن كتابة الشاهد أكثر صدقاً من الوثيقة – وتعتبر الوثيقة هنا دلالة على خداع الحاكم للشعب ) انتهى . [center]جسدهُ في بلدة القنفذة , ورأسه يطاول القاهرة واسطنبول بعد أن تمكن محمد علي باشا من القبض الفارس المجاهد بخروش بن علاس الزهراني , تمكن أيضاً من القبض على رفيق دربه البطل المجاهد طامي بن شعيب العسيري الذي هو الآخر عانى من سهام الغدر , عندما دفع به صِهرهُ إلى محمد علي باشا .. كتب المؤلف التاريخي جيرالد دو غوري خبر أولئك الأبطال عندما قال ( نص حرفي ) : ( وفي القنفذة مكث الباشا " يقصد محمد علي " عدة أيام , وقد وضع الأسيرين في خيمةٍ قريبةٍ من خيمته , وكان يتوجه إليه الباشا أحياناً بالحديث للمزاح والتسلية " يقصد البطل طامي بن شعيب " كما يتلهى النمر بفريسته قبل أن يلتقطه ويلتهمه . ولكن تصرفات طامي الوقورة قد بدّلت هذه الشخصية التركية المرعبة . وقد وعده محمد علي باشا أن يكتب إلى السلطان ما هو في مصلحته وسيطلب منه أن يخوله العيش في المنفى في روميليا . وكان طامي ذو قوةٍ فطرية طبيعية , وكان قصير القامة ذا لحيةٍ طويلة بيضاء , وكانت نظراته ثاقبة , وكان في العموم متهكماً ولكنه مؤدباً تجاه الباشا التركي . بينما كان بخروش على عكسه تماماً فكان صامتاً عبوساً , وكان مقتنعاً أن محمد علي باشا لن يصفح عنه , وحتى أن الباشة لم يكن يرغب برؤيته أصلاً . وفي أحد الليالي وقد وجد حراسه نائمين استطاع بخروش أن يلتقط خنجراً ويحاول فك قيوده , ثم هرب من المعسكر فلحقوا به فاستطاع قتل اثنين وجرح ثالث قبل أن يصلوا إليه والإمساك به , فسأله محمد علي في اليوم التالي بأي حقٍٍ قَتَلَ جنوده فأجابه بخروش : عندما أكون حُراً وبدون قيود فأنا أفعل ما أريد . فقال له الباشا : وأنا سأفعل مثلك , مثلما أريد . ولكي يدرب رجاله الأتراك ويُرضي رغبته بالثأر من بخروش جعله يجلس بين الجنود المحيطين به من كل جانب وأعطاهم تعليماته بجرح السجين بسيوفهم برقّة , وذلك حتى يُطيل فترة تعذيبه , وظلوا عاكفين عليه هكذا إلى أن هلك دون أن يشتكي . ثم قطع رأسه وأرسل بصحبة طامي إلى القاهرة ثم بعد ذلك إلى اسطنبول , و طامي وصل إلى اسطنبول فحزّت رقبته في الحال ) انتهى . وقد كتب موريس تاميزيه في كتابه رحلةٌ في بلاد العرب قائلاً : وفي مصر طافوا بطامي على جملٍ بعد أن وضعوا رأسه إلى الخلف ومؤخرته إلى مقدمة الجمل , ورأس بخروش في كيسٍ يتدلى بجانبه ) . انتهى بحمد الله شرح سيرة الأمير بخروش بن علاس الزهراني منقوووووووول بقلم / عبدالله بن موسى الزهراني 23/11/1427هـ |
vbrep_register("13991") | |
|
هواويات :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 12:07 am من طرف الزهراني
» اليوم الوطني لايفوتك
الجمعة سبتمبر 23, 2011 8:53 am من طرف الزهراني
» اليوم الوطني
الجمعة سبتمبر 23, 2011 8:37 am من طرف الزهراني
» توقيع زهران
الخميس سبتمبر 22, 2011 7:38 am من طرف الزهراني
» تقديم المسابقه في المعهدالتدريب
الثلاثاء أبريل 12, 2011 8:31 pm من طرف الزهراني
» احصل على منتداك بأقل الأسعار
الأحد أبريل 03, 2011 4:33 am من طرف الزهراني
» لعبةالذكاء
الأحد أبريل 03, 2011 12:00 am من طرف الزهراني
» ماذا يعني لك qi
السبت أبريل 02, 2011 11:57 pm من طرف الزهراني
» توقيع اسم جلالةالله عز وجل
السبت أبريل 02, 2011 6:01 am من طرف الزهراني